جلسات ساخنة في المجلس التأسيسي في الأيام
الأخيرة، وحالة توتّر واحتقان أحيانا سادت أعمال المجلس، وتحفظات كثيرة على
الأداء الحكومي وعلى بعض القرارات أدّت إلى تصعيد اللهجة لدى البعض، فهل
يهدّئ رمضان النفوس والخواطر وهل «يصوم» رجال السياسة عن «اللغو»؟
ما يدعو إلى ضرورة مراجعة النفس والكفّ عن
التشنّج أنّ العمل السياسي يتطلب كثيرا من الحكمة والصبر والهدوء والقدرة
على التكيف مع التطورات والمتغيّرات دون وقوع في الاستفزاز أو تبادل
الاتهامات أو حتى الشتائم، مثل هذا السلوك الذي لا نراه متوفرا في أداء
الطبقة السياسية في تونس إلا في حالات معدودة يصبح مطلوبا أكثر في شهر
رمضان.
فرصة للمراجعة
وقال الناطق الرسمي لحزب التكتل محمّد بنور
إنّ رمضان هو «شهر إعادة الوئام والمحبة والتسامح بين كل التونسيين
والهدوء، خاصة أنّ النواب في المجلس التأسيسي نراهم دائما في حالة مودّة
وتفاهم ونراهم في أروقة المجلس في حلقات لتجاذب أطراف الحديث ولكن هذا
الأمر يتغير بمجرد دخول قاعة الجلسة العامة أو الظهور على شاشات التلفزة،
وبالتالي لا بدّ ان يراجعوا أنفسهم لأن المواطن سئم هذه المشاهد وهذا
التشنج الذي لا يساعد على فهم القضايا الحقيقية المطروحة وبالتالي لا يساعد
على حلها».
وأضاف بنور أنه من الضروري «الهدوء والعودة
إلى التعقّل لأن المراجعة فضيلة، وهي أفضل من التراجع وعلى الإنسان أن
يراجع نفسه وأسلوبه وان يكون كل طرف جاهزا لفهم القضايا بعيدا عن التشنج
والتوتّر والسباب والشتم والخصام وكأن الناس في حالة صراع أو تمثيل» معتبرا
أنّ «التشنج يمكن ان يكون مقبولا وجائزا في حالات قصوى وليس بصفة يومية،
وهذا لا يخلق التقاليد التي نحلم بها ولا يعطي صورة للديمقراطية التي
نريدها».
وأعرب الأمين التنفيذي للحزب الجمهوري ياسين
إبراهيم عن أمله في أن يكون رمضان شهر التهدئة خاصة أنه «شهر خاص في حياة
التونسيين والمسلمين عامة».وقال إبراهيم إنّ «للتوتر أسبابه فالطريقة التي
يسير بها المجلس التأسيسي هي التي خلقت التوتر ونأمل أن يكون رمضان فرصة
لحل المشاكل الكبرى» مشيرا إلى ما سمعه من تصريحات لرئيس الحكومة حمادي
الجبالي من أن الانتخابات لن تجري في التاريخ الذي حُدّد مسبقا (20 مارس)
معتبرا أن ذلك «لا يخلق جوا من الهدوء».
وأشار إبراهيم كذلك إلى «البطء في إحداث
هيئة عليا مستقلة للانتخابات وفي فتح ملف العدالة الانتقالية وإحداث هيئة
خاصة بالملف» معتبرا أن هذه المواضيع وغيرها تخلق حالة شكّ في نية الحزب
الحاكم في ترسيخ الديمقراطية والشفافية.
وتابع إبراهيم قوله «نأمل ان يعود الجميع
إلى الطريق المستقيم وأن يسير الجميع نحو التوافق الذي تحدّث عنه رئيس حركة
النهضة كثيرا.. يجب أن يتوقف هذا التشنج وهذا التواصل غير الإيجابي»
هجوم على «الترويكا»
وشن النائب في المجلس التأسيسي عن حزب
المؤتمر الطاهر هميلة هجوما لاذعا على «الترويكا» الحاكمة قائلا إنّ «رمضان
يكون فرصة للذين يؤمنون بالقيم الإسلامية، أمّا ما نراه اليوم فأناس
يتاجرون بهذه القيم».
وأضاف هميلة أنّ «الترويكا دخلت في أزمة ولا
بدّ من إعادة تشكيلها بطريقة أو بأخرى وبالتالي فعلى كل طرف أن يراجع
نفسه، فلا حركة النهضة يمكنها ان تمضي في هذا النهج وتعمل ما بدا لها ولا
المرزوقي ولا بن جعفر بإمكانهما ان يفعلا ذلك... لأن النهضة تركت «الدستور
الصغير» جانبا واستحوذت على السلطة، والمرزوقي من جانبه يريد ان يفعل كل
شيء كما كان يفعل بن علي وبطريقة أفظع وأشدّ فجاجة ممّا كان يفعل بن علي،
وبن جعفر أيضا يتصرّف كما كان يتصرف فؤاد المبزع وهو الدي يدوس على
القوانين وينحرف في عمله السياسي والقيادي والإداري في المجلس وكل ذلك
إرضاء لـ «النهضة» التي تريد الاستيلاء على السلطات، امّا المرزوقي فيريد
ان يكون له صيت لكن لا صيت له، بل هو أداة تأمره النهضة باتخاذ القرارات
التي لا تجرؤ على اتخاذها».
واوضح هميلة أنّ تعيين الشاذلي العياري
محافظا للبنك المركزي وهو المناشد الذي أُطرد من البنك الإفريقي للتنمية
بفضيحة مالية جاء من المرزوقي لان النهضة لا تريد ان تفعل ذلك وتخجل منه.
وحذّر هميلة من أنّ السلطة أصبحت تعيش حالة
فوضى، والأمر صار على وشك الانفجار ومن ثمة يجب إعادة صياغة العلاقات وربما
«تأديب» بعض الناس الذين أصبحوا كارثة على مستقبل تونس... وملخص القول إنّ
«رمضان بريء ممّا يفعلون ولا أتصوّر أنّ رمضان سيكون مدخلا لإصلاح الوضع».
0 commentaires:
إرسال تعليق