تشكو "قفة" المواطن التونسي اليوم من الغلاء
خاصة ونحن على مشارف شهر رمضان. الشيء الذي يساهم في طرح جملة من
التساؤلات حول إمكانية التخفيض في الاسعار مع توفير كل المواد الاستهلاكية
من الخضر والغلال واللحوم التي لا يمكن للتونسي الاستغناء عنها لاسيما خلال
الشهر العظيم.
حول هذه التساؤلات وغيرها حققت "الصباح" في الموضوع واتصلت ببعض المواطنين والباعة وكذلك بعض المسؤولين.
المواد متوفرة والأسعار في المتناول
يعتبر"محمد كبير" (بائع خضر بالسوق
المركزية) أن الأسعار في المتناول وتشهد انخفاضا ملحوظا مقارنة بالفترة
السابقة كما أن عمليات التزويد جارية في ظروف عادية ويتوقع ان تكون كميات
الخضر متوفرة خلال شهر رمضان كما في الأيام العادية.
و يضيف "محمد حسين الميعادي" (بائع غلال) أن
الأسعار ليست مشطة وان التونسي اليوم يمكن أن يزين مائدته الرمضانية
بأنواع عديدة من الغلال الصيفية والكميات متوفرة في اغلب الأصناف ماعدا
"خوخ بوطبقايا" والذي يشهد ارتفاعا ملحوظا في سعره ليصل إلى 4 دينارات و500
مليم وكذلك ارتفاع التفاح المستورد إلى 4 دينارات وتبقى أسعار بقية أنواع
الغلال بين المتوسطة إلى المنخفضة.
و عن أسعار اللحوم يوضح الجزار"مصطفى" أن
الأسعار مرتفعة وان نسبة الحرفاء تتراجع وتعرض عن شراء اللحوم الحمراء
لأنهم غير قادرين على تحمل هذا الغلاء.
و في المقابل يبشر "مصطفى" المواطن التونسي بان سعر الكيلوغرام من "الخروف" سينخفض بدينار مع حلول شهر رمضان.
غلاء الاسعار واقع مفروض
من جهة أخرى عبرت السيدة "بن يحي"(مستهلكة)
عن امتعاضها من الوضع الذي تعيشه البلاد اليوم والذي قادنا إلى غلاء في
أسعار المواد الاستهلاكية اليومية وأضافت" كنت اصطحب مرافقا عندما ادخل إلى
السوق المركزية ليساعدني على حمل القفة أما الآن فقفتي أصبحت خفيفة
ومحفظتي فارغة."
في المقابل تقطع السيدة "ربح" (مستهلكة)
مسافات لشراء مستلزماتها من الخضر والغلال من السوق المركزية هروبا من غلاء
الأسعار خارجه ويوم السبت هو موعدها الأسبوعي مع"قفة المصروف"
اما السيد "بسام" (موظف) فيعتبر ان انخفاض
اسعار المواد الاستهلاكية من خضر وغلال ولحوم في هذه الفترة التي تسبق شهر
رمضان مقارنة بالفترة السابقة انما هو امر غير مطمئن لانه يطرح العديد من
المخاوف ويضيف ان الاسعار مازالت تشهد ارتفاعا وهذه المراوحة بين الترفيع
والانخفاض انما هي جملة من المسكنات للمواطن التونسي.
و فسّر سفيان المؤدب (مدير عام المجمع
المشترك للغلال) ان موضوع ارتفاع اسعار الغلال وغيرها من المواد
الاستهلاكية يعد امرا مرتبطا بالوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد الى جانب
الظروف التي احاطت بنظام التوريد خاصة مع ليبيا والكميات الكبيرة التي
وصلت لها بطرق عشوائية وهو ما خلق خللا فادحا في المنظومة الاقتصادية الى
جانب تأخر الانتاج البدري بـ 15 يوما بسبب الاحوال الجوية وهو ما ساهم في
اضطرابات على مستوى الانتاج والاسعار.
و يطمئن السيد سفيان المؤدب من جهته المواطن
التونسي على ان نسبة الانتاج في تزايد وصل الى 10 بالمائة مقارنة بسنة
2011 والكميات متوفرة في جميع المواد الاستهلاكية ويخص بالذكر الغلال التي
تتوفر بقيمة 560 الف طن من كل الأصناف الصيفية.
سلوك المستهلك يزيد الطينة بلة
و يعيب كل من امين بالصغير وزوجته دلال على
سلوك المواطن التونسي التهافت العشوائي على اقتناء المتطلبات اليومية خاصة
مع حلول شهر رمضان مما يؤدي الى نقص في المواد الاستهلاكية وغلاء اسعارها.
و في هذا الباب اضاف سفيان المؤدب ان
المستهلك التونسي هو المسؤول الاول على ارتفاع واضطراب الاسعار وذلك من
خلال تهافته على الشراء دون الالتزام لا بمقاييس العرض والطلب ولا بمقاييس
الجودة.
0 commentaires:
إرسال تعليق